هل يتحول الحب الى كره
لا
تجهد نفسك كثيراً بالتفكير ، كيف تحولت صورهم التي كنا نهواها إلى ملفات
محذوفة في طيات الذاكرة ، وكيف تبدلت أسماؤهم في سجلات هواتفنا إلى مجرد
أرقام صامتة ، بعدما كنا نرقص فرحاً على نغمات رنينها ، كيف أصبحت الأماكن
التي جمعتنا بهم ، غابات موحشة نتجنب عبورها وحيدين .
اصدقاء أحباء
أقارب ، تشاطرنا معهم لحظات الفرح والحزن وتجرعنا بقربهم أجمل سنين العمر
تبادلنا كلمات المحبة والتهنئة في المناسبات أضحينا نرفضهم حتى استحضار
ذكراهم في مرآة الذات .
فما الاسباب التي تبدل الحب كرهاً والمشاعر الرقيقة إلى قسوة وبغضاء ؟؟
خيبات الأمل :
بارعون
نحن في رسم صور من نهواهم فلطالما اختلقنا الأعذار لأصدقائنا وبررنا لهم
الكثير من المواقف والتصرفات ، وكنا نتجنب مواجهتهم كي لا نخدش مشاعرهم أو
نربكهم بالتبرير لأخطائهم وافعالهم المسيئة ، إلا أن توالي قطرات المطر
على صخرة حجرية قد يفتتها ، وهذا ما يحدث فعلاً مع مرور الزمن، تبدأ
بالتفكك والتحطم شيئاً فشيئاً بعد كل خيبة أمل مفاجئة .
( يبدو المحب
كزبون اختار سلعة جذابة فيها شيء من الغموض المشوق والميزات المجهولة التي
تدفعه بشغف للتعرف على كنهها لذا بعد فترة من اكتسابها واستخدامه لها يبدأ
بالوقوف على السلبيات الموجودة فيها او على عيوبها تمهيداً لركنها أو
التخلص منها ).
القسوة الزائدة والإهمال
يسعى الشخص المحب إلى
التفاني والإغداق في الإفصاح عن مشاعره ،وتقديم يد العون والمساعدة كلما
طلبه الطرف الآخر وتختلف طريقة التعبير عن محبته تبعاً لطبيعة علاقتنا
بالطرف الآخر ، وأكثرما يهشم جدار محبتنا ويحطم من مشاعرنا تجاه الآخرين
مقابلة الحب بردود افعال
باردة وخالية من العاطفة ، ماشكل لدينا حالة
مناعة تمنعنا من الإفصاح عن مشاعرنا وينتهي المطاف إلى ما يسمى بالبرود
العاطفي وتلبد المشاعر والأحاسيس فنحاول أن نملأ الفراغ العاطفي بمشاعر
اخرى وقد يستبدلها البعض بالكره نتيجة استيائه من الارتطام المتكرر بحاجز
القسوة والإهمال .
يقال إن الحب أعمى لأنه يحجب عن أنظارنا أخطاء وعيوب
من نحب ولكن مع تلاشي تلك المشاعر وزوالها تتوجه عيوننا مباشرة إلى عيوب
وهفوات أولئك الأشخاص فنبرع في التنقيب عن أخطائهم وتصبح نواقصهم أحاديث
نتغنى بها ويطرب لها خصوم من كانوا أحباء ، ربما لأننا حين نردد على مسمع
الآخرين عيوبهم ، نقنع أنفسنا بطريقة أو بأخرى أنهم لا يستحقون تقديرنا أو
اهتمامنا فنحن بحاجة إلى تبرير يساعدنا على تحويل مشاعرنا الإيجابية
تجهاهم إلى سلبية . ويبقى السؤال لم لا نتسامح مع أولئك الذين سقطوا من
عين القلب فنركنهم في زوايا أخرى ونجعلهم في طي النسيان ؟ لماذا نتيح لهم
أن يشغلوا مساحة من تفكيرنا بعدما احتلوا لمدة مساحة من مشاعرنا وعواطفنا
الصادقة ؟