إلى حبيبي وأمير قلبي
إلا أنت
ماذا أُسميكَ ؟
حين تدوخُ من وصفكَ الكلمات
حين يجنُّ الليل ...
وأنا أُمزِّقُ ساعاته سهراً
والقمرُ لي مُنتظراً
يرتقبُ دوره في الغزل
شاحب الوجه
سكيبَ الدمع والآهات
ماذا أُسميكَ ؟
والعشقُ يأخذُ من ملامحكَ ملامح
وكُلَّ المشاعر أنتَ لها أمير
بماذا أُناديكَ ؟
بغير كلمة حبيبي
وأمير قلبي
وهل يجرأ لساني ...
بغير ذلك أن يُناديكْ
يا من به تحدّيتُ كُلَّ الرجال
وهززتُ عروش العشاق
وتخطّيتُ حدود المعقول
وأبحتُ سكبَ دم الحروف
كل هذا من أجل عيناكْ
يا رجُلاً لا أرى غيره
من بين الرجال
فبقية الرجال عندي أشباهُ رياح
لا شيء بهم يشدُّ جنوني
إلا أنتَ ؟!
لا أعلم كيف اقتحمتَ حياتي
وغيّرتَ مصيري !
كطيفٍ ساحر ضممتني
من بين المجهول انتشلتني
قبلكَ لم يحدث
أن حرّكَ رجُلٍ إحساس كلماتي
ولم يحدث أن أبحرتْ سفني
فوق غيماتي
ولم أخوض معارك الجنون
إلا لكَ !
تركتُ مجانين الهوى ورائي
وهجرتُ مدن شعراء الغزل
لم يشدّني من بين البشر
إلا أنتَ ؟
ما سرُّكَ يا رجُلَ حياتي
كيف تستوعب عواصم أحزاني
وكيف تمحو آلامي وعذاباتي
من أين لكَ بهذا الكمِّ الرهيب
من حنانٍ لم أعهدهُ برجُلْ
يُبهجُ روحي
يُنيرُ كُلَّ صباحاتي
يا رجُلاً يملكُ ضحكة الأطفال
وشقاوة .. وبراءة الأطفال
أميري .. حبيبي .. نبض روحي
يا طفلي الكبير
لا يحلو لي إلا وصفكَ
ولا يطيبُ لي سوى غزلكَ
ولا تُشبِعُنِي سوى ثمار حُبِكَ
أنتَ وحدكَ آخر أحبتي
وحدكَ من أخذ مني وثيقة العهدِ
بأن أُسْكِنُكَ قصرَ قلبي
لبقية أيام حياتي
ووحدكَ توّجتُكَ أميراً على مدني
وطردتُ كُلَّ سُكّانها
فأنا أقوى على هجر العالم
إلا على هجركَ أنتَ لن أقوى
وهل تقوى الروح على هجر جسدها
يغيبُ عني الكل ولا أسأل
إلا أنتَ ..
حين تغيبُ تجنُّ ملامحي
وتتوهُ خطوتي
وتخرسُ كلماتي
وتتكسر مجاديف سفني
وتتجمد بحاري
وتتساقط أوراقي
وتسودُّ كُلَّ أيامي
كُلَّ هذا لأجل عيناكْ
فاعلم يا حبيب عُمري
أستطيع نفي الرجال من حياتي
وقتل كُلَّ مشاعري
إلا أنتَ تحيا بداخلي
وكُلَّ لحظة يتجددُ حُبكَ
تذبلُ الورود بعد قطفها
إلا أنتْ كُلَّما قطفتُ وردةً منكْ
أزهرتَ بدلاً عنها بستان
تتغير الأيام .. وتتبدل الأحوال
إلا أنتَ .. ..
مهما تغيرت ملامح الحياة
تبقى كما أنتْ
حبيب عُمري الطيبَ
يا من نقاء قلبكَ دوماً يحتويني
وصدق مشاعركَ ترتقي بي
فوق كُلَّ أشجان سنيني
لتمحو بلحظاتٍ تعب عُمري الشقي
وتزيح عن عاتقي همَّاً يُثقِلُني
وتَكْسِرُ حواجز الصمت
وتمسح دمعةً تخنقني
وترسم بدلها ابتسامةً تضيء دربي
دوماً تأخذ بيدي
وتدخلني عواصم مدنكَ
هذه التي أجدُ بها كُلَّ ما أشتهي
فلا أودُّ عنها الرحيل
جنّة عشقكَ يا أميري
لا تُخرجني منها أبداً
لم يسبق لي
أن أسس رجُلٍ الممالك
وحارب لأجلي ونصرني
إلا أنتَ .. ..
لم يسبق أن أتاني عاشقاً
وأعلنَ عليَّ الحُبَ رغماً عني
إلا أنتَ .. ..
لم يَسْمَعُنِي رجُلٍ بتمعُّنْ
أو يفهم صمتَ كلماتي
لم يشُدَّ على يدي أحداً بحُبْ
أو يسهر الليل حين أمرض
لم يخافُ عليَّ أحداً سواكَ
ولم اعهد رجلاً قد بكى لبكائي
إلا أنتَ .. إلا أنتَ ..
يا نصف عُمري وكُلّي
أحزنُ جداً وأندم
على ماضاع من عُمري
قبل أن أعرفكَ
حبيبي ياكُلَّ ماتبقى لي بحياتي
إن هجرني البشر
ونفاني العالم
إن تكاتفت كُلَّ السنين ضدي
وضربتني أمواج الحزن
صدقاً يا عُمري هذا لن يهُزّني
لأنكَ معي وبقربي
فلا أخاف .. أو أحزن
فإن ماتت ألوان الربيع
وجفّت بحار الحنين
وتبلّدت مشاعر العشاق
ستكون أنتَ نوري الوحيد
أنتَ ومن غيركَ أنتْ
من يُضحِكُني في أشدِّ حالاتي تعباً
ومن يُلاعِبُني عند الملل
ويحكي لي حكاية الأميرة وقصرها
حكايةً هي أنا أميرتها
وأنتَ بها أمير قصري النبيل
يا أنتَ ماذا أُسميكَ
حين تدوخُ من وصفكَ الكلمات
ويجنُّ أمراء العشق من وصفي لكْ
يا أنتَ روحي أنا
لا أهتمُ إن رحلَ عني الجميع
ولتصمت حولي كُلَّ اللغات
إلا أنتَ .. لغتي الفريدة
التي أهوى محاورتها
وأُحِبُ التحدث بها وإليها
كُلَّ المعالم تندثر
إلا أنتَ مدينة حُبي
التي تتجدد كُلَّ يوم
وتتفتح ورودها بأبهى الألوان
فإن كُنتُ أميرة قلبكَ
هل تظنُ بأني
سأقبلُ السُكنى بغير قصركَ ؟!.